سورة القيامة - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القيامة)


        


{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
{فَلاَ صَدَّقَ} أي ما يجب تصديقه من الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الذي أنزل عليه {وَلاَ صلى} ما فرض عليه أي لم يصدق ولم يصل فلا داخلة على الماضي كما في قوله:
أن تغفر اللهم تغفر جما *** وأي عبد لك لا ألما
والضمير في الفعلين للإنسان المذكور في قوله تعالى أيحسب الإنسان والجملة عطف على قوله سبحانه: {يسأل أيان يوم القيامة} [القيامة: 6] على ما ذهب إليه الزمخشري فالمعنى بناء على ما علمت من أن السؤال سؤال استهزاء واستبعاد استبعد البعث وأنكره فلم يأت بأصل الدين وهو التصديق بما يجب تصديقه به ولا بأهم فروعه وهو الصلاة ثم أكد ذلك يذكر ما يضاده بقوله تعالى:


{وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}
{ولكن كَذَّبَ وتولى} نفيا لتوهم السكوت أو الشك أي ومع ذلك أظهر الجحود والتولي عن الطاعة.


{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
{ثُمَّ ذَهَبَ إلَى أَهْلِهِِ يَتَمَطّى} يتبختر افتخارًا بذلك ومن صدر عنه مثل ذلك ينبغي أن يخاف من حلول غضب الله تعالى خطاه فيمشي خائفًا متطامنًا لا فرحًا متبخرًا فثم للاسبعاد و{يتمطى} من المط فإن المتبختر يمد خطاه فيكون أصله يتمطط قلبت الطاء فيه حرف علة كراهة اجتماع الامثال كما قالوا تظنى من الظن وأصله تظنن أو من المطا وهو الظهر فإن المختبر يلوي مطاه تبخترًا فيكون معتلًا بحسب الأصل وفي الحديث: «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم وسلط شرارهم على خيارهم» وجعل الطيبي هذه الجملة للتعجب على معنى يسأل أيان يوم القيامة وما استعد له إلا ما يوجب دماره وهلاكه، وقال إن قوله تعالى: {فإذا برق البصر} [القيامة: 7] إلخ جواب عن السؤال أقحم بين المعطوف عليه لشدة الاهتمام وان قوله سبحانه: {لا تحرك} [القيامة: 16] إلخ استطراد على ما سمعت وجعل صدق من التصديق هو المروى عن قتادة وقال قوم هو من التصدق أي فلا صدق ماله ولا زكاه قال أبو حيان وهذا الذي يظهر نفي عنه الزكاة والصلاة وأثبت له التكذيب كما في قوله تعالى: {قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المسكين وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائضين وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدين} [المدثر: 43-46] وحمله على نفي التصديق يقتضي أن يكون ولكن كذب تكرارًا ولزم أن يكون استدراكًا بعد ولا صلى لا بعد {فلا صدق} [القيامة: 31] لأنهما متوافقان وفيه نظر يعلم مما قررناه ثم أنه استبعد العطف على قوله تعالى يسأل إلخ وذكر أن الآية نزلت في أبي جهل وكات تصرح به في قوله تعالى يتمطى فإنها كانت مشيته ومشية قومه بني مخزوم وكان يكثر منها ولو يبين حال العطف على هذا وأنت تعلم أن العطف لا يأبى حديث النزول في أبي جهل وقد قيل أن قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: 3] نازل فيه أيضًا والحكم على الجنس بأحكام لا يضر فيه تعين بعض أفراده في حكم منها نعم لا شك في بعد هذا العطف لفظًا لكن في بعده معنى مقال ولعل فيمابعد ما يقوى جانب العطف على ذاك.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14